كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقوله: {فلولا ألقي عليه أساورة من ذهب} [الزخرف: 53] لأنه مشابه لما تضمنه قول صناديد قريش {على رجل من القريتين عظيم} [الزخرف: 31] فإن عظمة ذيْنِك الرجلين كانت بوفرة المال، ولذلك لم يُذكر مثله في غير هذه القصة من قصص بعثة موسى عليه السلام، وقولهم: {يا أيّها الساحر ادْعُ لَنَا ربّك} [الزخرف: 49] وهو مُضاهٍ لقوله في قريش {هذا سحرٌ وإنا به كافرون} [الزخرف: 30]، وقوله: {فأغرقناهم أجمعين} [الزخرف: 55] الدالُّ على أن الله أهلكهم كلَّهم، وذلك إنذار بما حصل من استئصال صناديد قريش يوم بدر.
فحصل من العبرة في هذه القصة أمران:
أحدهما: أن الكفار والجهلة يتمسكون بمثل هذه الشبهة في رد فضل الفضلاء فيتمسكون بخيوط العنكبوت من الأمور العرضية التي لا أثر لها في قيمة النفوس الزكية.
وثانيهما: أن فرعون صاحبَ العظمة الدنيوية المحضة صار مقهورًا مغلوبًا انتصر عليه الذي استضعفه، وتقدم نظير هذه الآية غير مرة.
و{إذا} حرف مفاجأة، أي يدل على أن ما بعده حصل عن غير ترقب فتفتتح به الجملة التي يُفاد منها حصول حادث على وجه المفاجأة.
ووقعت الجملة التي فيها {إذا} جوابًا لحرف (لَمَّا)، وهي جملة اسمية و(لمّا) تقتضي أن يكون جوابها جملة فعلية، لأن ما في {إذا} من معنى المفاجأة يقوم مقام الجملة الفعلية.
والضحك: كناية عن الاستخفاف بالآيات والتكذيب فلا يتعيّن أن يكون كل الحاضرين صدر منهم ضحك، ولا أن ذلك وقع عندَ رؤية آية إذ لعل بعضها لا يقتضي الضحك.
{وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48)}.
الأظهر أن جملة {وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها} في موضع الحال، وأن الواو واو الحال وأن الاستثناء من أحوال، وما بعد {إلاّ} في موضع الحال، واستغنت عن الواو لأن {إلاّ} كافية في الربط.
والمعنى: أنهم يستخفُّون بالآيات التي جاء بها موسى في حال أنّها آيات كبيرة عظيمة فإنما يستخفّون بها لمكابرتهم وعنادهم.
وصوغ {نريهم} بصيغة المضارع لاستحضار الحالة.
ومعنى {هي أكبر من أختها} يحتمل أن يراد به أن كل آية تأتي تكون أعظم من التي قبلها، فيكون هنالك صفة محذوفة لدلالة المقام، أي من أختها السابقة، كقوله تعالى: {يأخذ كل سفينة غصبًا} [الكهف: 79]، أي كل سفينة صحيحة، وهذا يستلزم أن تكون الآيات مترتبة في العظم بحسب تأخر أوقات ظهورها لأن الإتيان بآية بعد أخرى ناشىء عن عدم الارتداع من الآية السابقة.
ويحتمل ما قال صاحب (الكشاف) أن الآيات موصوفات بالكبر لا بكونها متفاوتة فيه وكذلك العادة في الأشياء التي تتلاقى في الفضل وتتفاوت منازلها فيه التفاوت اليسير، أي تختلف آراء النّاس في تفضيلها، فعلى ذلك بنى النّاس كلامهم فقالوا: رأيت رجالًا بعضهم أفضل من بعض، وربّما اختلفت آراء الرجل الواحد فيها فتارة يفضل هذا وتارة يفضل ذاك، ومنه بيت الحماسة:
مَن تلق منهم تقُل لاقيت سيدهم ** مثل النجوم التي يسري بها الساري

وقد فاضلت الأنماريّة بين الكمَلة من بنيها ثم قالت لمَّا أبصرت مراتبهم متقاربة قليلة التفاوت: ثَكِلْتُهم إن كنتُ أعلم أيُّهم أفضل، هم كالحَلْقة المفرغَة لا يُدرَى أيْنَ طرفاها.
فالمعنى: وما نريهم من آية إلاّ وهي آية جليلة الدلالة على صدق الرّسول صلى الله عليه وسلم تكاد تنسيهم الآية الأخرى.
والأخت مستعارة للمماثلة في كونها آية.
وعطف {وأخذناهم بالعذاب} على جملة {وما نريهم من آية} لأن العذاب كان من الآيات.
والعذاب: عذاب الدنيا، وهو ما يؤلم ويشق، وذلك القحط والقُمَّل والطوفان والضفادع والدم في الماء.
والأخذ بمعنى: الإصابة.
والباء في {بالعذاب} للاستعانة كما تقول: خذ الكتاب بقوة، أي ابتدأناهم بالعذاب قبل الاستئصال لعل ذلك يفيقهم من غفلتهم، وفي هذا تعريض بأهل مكة إذ أصيبوا بسني القحط.
والرجوع: مستعار للإذعان والاعتراف، وليس هو كالرجوع في قوله آنفًا {وجعلها كلمةً باقية في عقبه لعلهم يرجعون} [الزخرف: 28].
وضمائر الغيبة في {نريهم} و{أخذناهم}، و{لعلهم} عائدة إلى فرعون وملَئِه.
{وَقالوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49)}.
عطف على {وأخذناهم بالعذاب} [الزخرف: 48].
والمعنى: ولما أخذناهم بالعذاب على يد موسى سألوه أن يدعو الله بكشف العذاب عنهم.
ومخاطبتهم موسى بوصف الساحر مخاطبة تعظيم تزلفًا إليه لأن الساحر عندهم كان هو العالم وكانت علوم علمائهم سِحرية، أي ذات أسباب خفية لا يعرفها غيرهم وغيرُ أتباعهم، ألاَ تَرى إلى قول ملأ فرعون له {وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سَحَّار عليم} [الشعراء: 36، 37].
وكان السحر بأيدي الكهنة ومن مَظاهره تحنيط الموتى الذي بقيت به جثث الأموات سالمة من البِلى ولم يطلع أحد بعدهم على كيفية صنعه.
وفي آية الأعراف (134) {قالوا يا موسى ادعُ لنا ربّك} ولا تُنافي ما هنا لأن الخطاب خطاب إلحاححٍ فهو يتكرر ويعاد بطرق مختلفة.
وقرأ الجمهور {باأيه الساحر} بدون ألف بعد الهاء في الوصل وهو ظاهر، وفي الوقف أي بفتحة دون ألف وهو غير قياسي لكن القراءة رواية.
وعلله أبو شامة بأنهم اتبعوا الرّسم وفيه نظر.
وقرأه أبو عمرو والكسائي ويعقوب بإثبات الألف في الوقف.
وقرأه ابن عامر بضم الهاء في الوصل خاصة وهو لغة بني أسد، وكتبت في المصحف كلمة {أيُّهَ} بدون ألف بعد الهاء، والأصل أن تكون بألف بعد الهاء لأنها (ها) حرف تنبيه يفصل بين (أيّ) وبين نعتها في النداء فحذفت الألف في رسم المصحف رعيًا لقراءة الجمهور والأصل أن يراعى في الرسم حالة الوقف.
وعنَوا بـ {ربّك} الرب الذي دعاهم موسى إلى عبادته.
والقبط كانوا يحسبون أن لكل أمةٍ ربًّا ولا يحيلون تعدد الآلهة، وكانت لهم أرباب كثيرون مختلفة أعمالهم وقُدَرهم ومثل ذلك كانت عقائد اليونان.
وأرادوا {بما عهد عندك} ما خصك بعلمه دون غيرك مما استطعت به أن تأتي بخوارق العادة.
وكانوا يحسبون أن تلك الآيات معلولة لعلل خفية قياسًا على معارفهم بخصائص بعض الأشياء التي لا تعرفها العامة، وكان الكهنة يعهدون بها إلى تلامذتهم ويوصونهم بالكتمان.
والعهد: هو الائتمان على أمر مهمّ، وليس مرادهم به النبوءة لأنهم لم يؤمنوا به وإذ لم يعرفوا كنه العهد عبروا عنه بالموصول وصلته.
والباء في قوله: {بما عهد عندك} متعلقة بـ {ادع} وهي للاستعانة.
ولما رأوا الآيات علموا أن رب موسى قادر، وأن بينه وبين موسى عهدًا يقتضي استجابة سؤله.
وجملة {إننا لمهتدون} جواب لكلام مقدر دل عليه {ادع لنا ربك} أي فإن دعوت لنا وكشفت عنا العذاب لنُؤمَنَنّ لك كما في آية الأعراف (134) {لئن كشفت عنا الرِّجْزَ لنؤمنَنّ لك} الآية.
فـ: (مهتدون) اسم فاعل مستعمل في معنى الوعد وهو منصرف للمستقبل بالقرينة كما دلّ عليه قوله: {ينكثون} [الزخرف: 50] ونظيره قوله في سورة الدخان (12، 13) حكاية عن المشركين {ربنا اكشف عنّا العذاب إنا مؤمنون أنّى لهم الذكرى} الآية.
وسَمَّوا تصديقهم إياه اهتداء لأن موسى سمى ما دَعاهم إليه هَدْيًا كما في آية النازعات (19) {وأهْدِيَكَ إلى ربّك فتخشى}.
{فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (50)} أي تفرع على تضرعهم ووَعْدِهم بالاهتداء إذا كُشف عنهم العذاب أنهم نكثوا الوعد.
والنكْث: نقض الحبل المبرم، وتقدم في قوله: {فلما كشفنا عنهم الرجْزَ إلى أجل هم بَالِغُوه إذا هم ينكثون} في سورة الأعراف (135)، وهو مجاز في الخيس بالعهد.
والكلام على تركيب هذه الجملة مثل الكلام على قوله آنفًا {فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون} [الزخرف: 47].
{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قال يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51)}.
لما كُشف عنهم العذاب بدعوة موسى، وأضمر فرعون وملؤه نكث الوعد الذي وعدوه موسى بأنهم يهتدون، خشِي فرعون أن يتبع قومُه دعوةَ موسى ويؤمنوا برسالته فأعلن في قومه تذكيرهم بعظمة نفسه ليثبّتهم على طاعته، ولئلا يُنقل إليهم ما سأله من موسى وما حصل من دَعوته بكشف العذاب وليحسبوا أن ارتفاع العذاب أمر اتفاقي إذ قومه لم يطلعوا على ما دار بينه وبين موسى من سؤال كشف العذاب.
والنداء: رفع الصوت، وإسناده إلى فرعون مجاز عقلي، لأنه الذي أمر بالنداء في قومه.
وكان يتولى النداءَ بالأمور المهمة الصادرة عن الملوك والأمراءِ مُنادون يعيَّنون لذلك وربما نادوا في الأمور التي يراد عِلم الناس بها.
ومن ذلك ما حكي في قوله تعالى في سورة يُوسف (70) {ثم أذَّنَ مؤذِّنٌ أيّتها العِير إنَّكم لسارقون} وقوله تعالى: {فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون وإنهم لنا لغائظون} [الشعراء: 53 55].
ووقع في المقامة الثلاثين للحريري: فلما جلس كأنه ابنُ ماء السماء، نَادى مُنادٍ من قِبَل الأحْماء، وحُرْمَةِ ساسان أستاذِ الأُستَاذِين، وقِدوة الشحّاذين، لا عَقَد هذا العقدَ المبجّل، في هذا اليوم الأغرِّ المحجّل، إلا الذي جالَ وجاب، وشَبّ في الكُدية وشاب.
فذلك نداء لإعلان العقد.
وجملة {قال} الخ مبيّنة لجملة {نادى}، والمجاز العقلي في {قال} مثل الذي في {ونادى فرعون}.
وفرعون المحكي عنه في هذه القصة هو منفطاح الثاني.
فالأنهار: فروع النيل وتُرَعُه، لأنها لعظمها جعل كل واحد منها مثل نهر فجمعت على أنهار وإنما هي لنهر واحد هو النيل.
فإن كان مقر ملك فرعون هذا في مدينة منفيس فاسم الإشارة في قوله: {وهذه الأنهار} إشارة إلى تفاريع النيل التي تبتدىء قرب القاهرة فيتفرع النيل بها إلى فرعين عظيمين فرع دِمياط وفرع رَشيد، وتعرف بالدّلتا.
وأحسب أنه الذي كان يدعَى فرع تنيس لأن تنيس كانت في تلك الجهة وغَمرها البحر، وله تفاريع أخرى صغيرة يسمى كل واحد منها تُرعة، مثل ترعة الإسماعيلية، وهنالك تفاريع أخرى تُدْعى الرياح.
وإن كان مقر ملكه طيبة التي هي بقرب مدينة آبو اليومَ فالإشارة إلى جَداول النيل وفروعه المشهورة بين أهل المدينة كأنها مشاهدة لعيونهم.
ومعنى قوله: {تجري من تحتي} يحتمل أن يكون ادَّعى أنّ النيل يجري بأمره، فيكون {من تحتي} كناية عن التسخير كقوله تعالى: {كانتا تَحتَ عبدين من عبادنا صالحين} [التحريم: 10] أي كانتا في عصمتهما.
ويقول النّاس: دخلت البلدةُ الفلانية تحت الملك فلان، ويحتمل أنه أراد أن النيل يجري في مملكته من بلاد أصوان إلى البحر فيكون في {تحتي} استعارة للتمكن من تصاريف النيل كالاستعارة في قوله تعالى: {قد جعل ربّك تَحْتَككِ سريًّا} [مريم: 24] على تفسير (سريًا) بنهر، وكان مثل هذا الكلام يروج على الدهماء لسذاجة عقولهم.
ويجوز أن يكون المراد بالأنهار مصبّ المياه التي كانت تسقي المدينة والبساتين التي حولها وأن توزيع المياه كان بأمره في سِدادٍ وخَزَّانات، فهو يهوّل عليهم بأنه إذا شاء قَطَعَ عنهم الماء على نحو قول يوسف {ألا ترون أني أُوفي الكيل وأنا خير المُنْزِلين} [يوسف: 59] فيكون معنى {من تحتي} من تحت أمري أي لا تجري إلا بأمري، وقد قيل: كانت الأنهار تجري تحت قصره.
والاستفهام في {أفلا تبصرون} تقريري جاء التقرير على النفي تحقيقًا لإقرارهم حتى أن المقرر يفرض لهم الإنكار فلا ينكرون.
{أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52)}.
{أم} منقطعة بمعنى (بل) للإضراب الانتقالي.
والتقدير: بل أأنا خير، والاستفهام اللازم تقديره بعدها تقريريٌ.
ومقصوده: تصغير شأن موسى في نفوسهم بأشياء هي عوارض ليست مؤثرة انتقل من تعظيم شأن نفسه إلى إظهار البون بينه وبين موسى الذي جاء يحقر دينه وعبادة قومه إياه، فقال: أنا خير من هذا.
والإشارة هنا للتحقير.
وجاء بالموصول لادعاء أن مضمون الصلة شيء عرف به موسى.
والمَهين بفتح الميم: الذليل الضعيف، أراد أنه غريب ليس من أهل بُيوت الشرف في مصر وليس له أهل يعتزّ بهم، وهذا سفسطة وتشغيب إذ ليس المقام مقام انتصار حتى يحقَّر القائم فيه بقلة النصير، ولا مقامَ مباهاة حتى ينتقص صاحبه بضعف الحال.
وأشار بقوله: {ولا يكاد يبين} إلى ما كان في منطق موسى من الحُبسة والفهاهة كما حَكى الله في الآية عن موسى {وأخي هارونُ هو أفصح منّي لسانًا فأرسله معي ردءًا يصدقني} [القصص: 34] وفي الأخرى {واحلُلْ عقدةً من لساني يفقهوا قولي} [طه: 27، 28]، وليس مقام موسى يومئذٍ مقام خطابة ولا تعليم وتذكير حتى تكون قلة الفصاحة نَقْصًا في عمله، ولكنه مقام استدلال وحجة فيكفي أن يكون قادرًا على إبلاغ مراده ولو بصعوبة وقد أزال الله عنه ذلك حين تفرغ لدعوة بني إسرائيل كما قال: {قد أوتيت سُؤْلك يا موسى} [طه: 36].
ولعلّ فرعون قال ذلك لِما يعلم من حال موسى قبل أن يرسله الله حين كان في بيت فرعون فذكر ذلك من حالهِ ليذكِّر الناس بأمر قديم فإن فرعون الذي بُعث موسى في زمنه هو منفطاح الثاني وهو ابن رعمسيس الثاني الذي وُلد موسى في أيامه ورُبّي عنده، وهذا يقتضي أن (منفطاح) كان يعرف موسى ولذلك قال له {أَلَمْ نُربِّكَ فِينا وَلِيدًا ولَبِثْتَ فينا من عُمُرِكَ سنين} [الشعراء: 18].
وأما رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فلما أُرسل إلى أُمَّةٍ ذات فصاحة وبلاغة وَكانت معجزته القرآن المعجز في بلاغته وفصاحته وكانت صفة الرّسول الفصاحةَ لتكون له المكانةُ الجليلة في نفوس قومه.
ومعنى {ولا يكاد يبين} ويكاد أن لا يبين، وقد تقدم القول في مثله عند قوله تعالى: {فذبحوها وما كَادوا يفعلون} في سورة البقرة (71).